تمثل البطارية التي يمكن أن تدوم يوما كاملا ميزة رئيسية يتطلع إليها أي مشتر للهاتف، بعد قياس الشاشة، وفقا لموقع سي نت المعني بشؤون التقنية.
ووفقا لدراسة أجراها موقع كانتار وورلد بانل في الربع الثالث من العام الماضي بشأن اتجاهات شراء واستخدام الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية والأجهزة الملبوسة، فإن بطارية الهاتف كانت أكثر أهمية عند المستخدمين حتى من الكاميرا الممتازة، والاهتمام ذاته بعمر البطارية ينطبق على مدى دورة حياة الجهاز.
وفي هذا الموضوع اليك ٥ حقائق مهمة يجب على كل مالك هاتف معرفتها بشأن بطارية الهاتف الخاصة به:
يجب ان تعلم أن بطارية الهاتف لن تتغير في أي وقت قريب
تستخدم جميع الهواتف المتنقلة -ومعظم الإلكترونيات الشخصية والمركبات الكهربائية- بطاريات ليثيوم أيون (لي-أيون) قابلة للشحن، ومن الصعوبة بمكان صناعة بطاريات تدوم أطول لأن تقنية البطارية لم تتغير منذ عقود، لذلك فإن معظم التقدم الحاصل في عمر البطارية يأتي من مزايا حفظ الطاقة المدمجة في الأجهزة ومن صنع برامج تدير عملية شحن وتفريغ البطارية بشكل أكثر فعالية.
ومن سوء حظ الهواتف المتنقلة أن التركيز على إطالة عمر البطارية ينصب بشكل عام على السيارات والأقمار الاصطناعية وأنظمة الطاقة المنزلية، وهي مناحٍ تحتاج فيها البطاريات أن تؤدي عملها لفترة أطول بكثير من السنتين أو الثلاث سنوات التي نتوقعها من الهواتف المتنقلة.
العامل الآخر الذي يقف ضد الهواتف هو حجم البطارية، فمقارنة ببطارية السيارة الكهربائية، فإن مصدر طاقة الهاتف ضئيل، فعلى سبيل المثال تملك بطارية سيارة تسلا 3 القابلة لإعادة الشحن سعة تزيد 4 آلاف مرة على بطارية هاتف آيفون 11 برو ماكس.
الأمر المهم أن البطارية كلما كانت أكبر كان مجال التحايل أكبر لإطالة دورة حياتها. فعلى سبيل المثال، عند شحن بطارية فإن فولتيتها ترتفع وتسبب لها الإجهاد خاصة خلال الـ20% الأخيرة من الشحن، ولتجنب هذا الإجهاد قد يلجأ مصنعو السيارات الكهربائية إلى شحن البطاريات الجديدة حتى 80% فقط، وبسبب تلك السعة الكبيرة لبطارية السيارة فإنه يظل بإمكانها قطع مسافة مقبولة مع تجنب إجهاد الفولتية المرتفعة، وهذا الأمر يمكن أن يضاعف الحياة الإجمالية لبطارية السيارة.
وبإمكان بطاريات الهاتف الكبيرة أن تمنح المستخدم مدة عمل ليوم كامل من شحنة واحدة، لكن ذلك يكون في حال تم شحن الهاتف 100%، ورغم أن هذا يتيح للبطارية أن تدوم مدة مقبولة بين كل عمليتي شحن، فإنه أيضا يضع البطارية تحت مزيد من الإجهاد نتيجة الفولتية العالية التي يتطلبها شحنها كاملة، ويؤثر بالتالي على دورة حياتها.
هل الشحن الزائد يقصر عمر البطارية؟
يخشى مالكو الهواتف من مشكلة الشحن الزائد لبطارية الهاتف في حال تركه موصولا بالشاحن بشكل مستمر، مفترضين أن هذا الأمر يؤدي إلى عدم استقرار البطارية وبالتالي يقصر إجمالي عمرها، أو يتسبب في توليد حرارة داخلية عالية تؤدي إلى انفجار البطارية أو اشتعالها، لكن وفقا للخبراء الذين نقل عنهم موقع سي نت، فإن نظام إدارة الطاقة في الهاتف مصمم لإغلاق الشحن الكهربائي بمجرد وصول شحن البطارية إلى 100%، وقبل أن تدخل مرحلة الشحن الزائد.
يقول فينكات سرنيفاسان، الباحث في البطاريات لدى مختبرات آرغوني ناشونال ومدير مركز آرغوني كولابوريتيف لعلوم تخزين الطاقة، إنه ما لم يحدث شيء خاطئ في الدائرة الكهربائية للبطارية، فلا يمكنك شحن أي هاتف حديث شحنا زائدا، مضيفا أن الهواتف فيها حماية مدمجة لمنع حدوث ذلك تحديدا، ويمكنك تثبيت تطبيق لإدارة الطاقة ينبهك في حال وصول شحن بطارية الهاتف إلى 80%، لتجنب الإجهاد في الفولتية الذي يتسبب به شحن نسبة الـ20% المتبقية من سعة البطارية، أو يمكنك فصل الشاحن عن هاتفك يدويا عندما يصل إلى 80%، لكن في المقابل قد تفقد تلك الساعات الإضافية التي يوفرها لك الشحن الكامل للبطارية.
لا تخلي بطارية هاتفك تفرغ تماما!
ربما فكرت في جعل بطارية هاتفك تفرغ تماما لمساعدة البطارية على إعادة ضبط حالة الشحن فيها، لكن هذا الأمر ليس مشكلة مع بطاريات الهواتف الحديثة، وفقا لموقع سي نت.
وفي الحقيقة فإن تفريغ البطارية إلى الصفر قد يتسبب بتفاعلات كيميائية يمكن أن تؤدي مع الوقت إلى تقصير عمر البطارية.
ولتجنب التفريغ التام للبطارية فإن نظام إدارة البطارية يتضمن مزايا أمان تقوم بإطفاء الهاتف عندما يصل إلى مستوى طاقة آمن فوق الفارغ، وأنت تعتقد فقط أن البطارية فرغت عندما تشاهد ذلك التحذير الأخير بانخفاض شحن البطارية.
لكن إذا أردت الحفاظ على صحة بطارية هاتفك لمدة أطول، اشبكها بالشاحن عندما يصل مقدر الشحن فيها إلى نحو ٣٠٪ .
الحرارة المرتفعة تتلف بطارية الهاتف
الحرارة هي العدو الحقيقي لبطارية هاتفك، ومعروف عنها أنها تقلص عمر البطارية بمرور الوقت، لهذا عليك الحفاظ على هاتفك بعيدا عن أشعة الشمس القوية، وبعيدا عن عتبات النوافذ أو تحت زجاج السيارة لمنع ارتفاع حرارته؛ وفي حالات نادرة فإن الحرارة الزائدة قد تؤدي إلى انفجار البطارية.
يقول إيسيدور بوتشمان المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كاديكس إليكترونيكس المتخصصة بتكنولوجيا البطاريات، إن بإمكان حرارة مقدارها 30 درجة مئوية أن تقلص فعالية البطارية.
ولا يعني هذا أن تحفظ هاتفك بمكان بارد، وإنما عليك تجنيبه الحرارة المرتفعة، فإذا كنت تحت الشمس لفترات طويلة حاول أن تضع منشفة فوق الهاتف أو أن تضعه في الحقيبة إلى جوار عبوة الماء البارد. الفكرة هي أن تمنع حرارة الهاتف الداخلية من الارتفاع.
هل الشواحن والكابلات التقليدية تتلف البطارية؟
طالما أنك لا تستخدم شواحن أو كابلات مزيفة أو تالفة، فإن استخدام شواحن أو كابلات من شركات أخرى لن يضر بطاريتك، لكن ربما لن تشحن البطارية بالسرعة ذاتها في حال استخدمت ذلك الشاحن أو الكابل الذي جاء مع جهازك
بعض الهواتف -مثل هواتف هواوي أو ون بلس- تستخدم تصميم شاحن بملكية فكرية حصرية، بحيث يكون جزءا من الدائرة الكهربائية المسؤولة عن الشحن السريع المدمج في الشاحن، وللاستفادة من تلك الملكية الفكرية الخاصة بالشحن السريع للهاتف فإنك ستحتاج إلى استخدام شاحن متوافق
أما صانعو الهواتف الآخرين مثل سامسونغ وآبل، فإنهم يتمسكون أكثر بقواعد معايير الصناعة للشحن السريع، ويتيحون لك شحن جهازك بسرعة بخيارات متنوعة من الشواحن والكابلات المتوافقة.
وفي جميع الأحوال، فإن الرهان الأضمن هو استخدام الشواحن والكابلات التي تأتي مع هاتفك، لأنك عند استخدام شواحن أو كابلات أخرى فإن جهازك قد يستخدم الوضع الافتراضي لأدنى سرعة شحن ممكنة.